الدكتورة منيرة علي الازرقي من جامعة الدمام - السعودية
البروفيسور جانيت واتسون من جامعة سالفورد - بريطانيا
الدكتورة سامية نعيم من المركز القومي للبحوث CNRS - فرنسا
الدكتور باري هيسلوود من جامعة ليدز - بريطانيا
سمعت الباحثة أحد أقاربها يتحدث بالهاتف مع أحد أصدقاءه و كان يحاول جاهداَ ان يتحدث لهجة صديقه من ياب المزاح. ما لفت نظرها أن قريبها كان ينطق الضاد بشكل مختلف، الأمر الذي جرّها الى تذكر ما قرأته عن وصف الضاد في كتاب سيبويه، الوصف الذي لم تفهمه حينها ولم تستطيع ان تتخيل كيفية نطقه. عندما سألت عن هذا النطق أجابها المتحدث بأن هذه لهجة أهل المضة بجنوب المملكة العربية السعودية. كان ذلك عام 2005م حينما بدأت الباحثة تدرس وصف هذا الصوت في الكتب اللغوية القديمة والمعاصرة، كما بدأت بجمع البيانات الصوتية ميدانياً وقدمت أولى نتائجها بمؤتمر الرابطة الدولية لدراسة اللهجات العربية بجامعة فيينا عام 2006. كان ما قدمته الباحثة مثيرا للإندهاش أكثر من كونه سبقاَ علمياً لغوياَ في المنطقة. توسعت الدراسة وشملت منطقتين إضافيتين وتم العثور على صور أخرى من الضاد وقدمت نتائج الدراسة في المؤتمر التالي للرابطة عام 2008 في جامعة إيسكس ببريطانيا. وللزيادة في البحث والتقصي حصلت الباحثة على إجازة تفرغ علمي من عملها وعملت مع البروفيسورة جانيت واتسون من جامعة سالفورد ببريطانيا وتوسعتا في الدراسة لتشمل منطقة أوسع وقامتا بعمل التحليل الأكوستيكي وقدمتا نتائج بحثهما في مؤتمر الدراسات العربية بالمتحف البريطاني بلندن عام 2010م ثم بجامعة بيرغن بالنرويج عام 2011م مع د. باري هيسلوود من جامعة ليدز ببريطانيا.
هذه النتائج، وبالرغم من انها أثبتت وجود الضاد الجانبية التي وصفها سيبويه وغيره من العلماء قديماً، اظهرت العديد من الأسئلة حول صفات اللغات القديمة السامية بالمنطقة كما أنها أظهرت صور أخرى من الضاد ومن الأصوات الجانبية المستخدمة بهذه اللهجات.
بدأت فكرة تكوين فريق دولي لتمحيص هذا الصوت وغيره من الصفات اللغوية بالمنطقة على هامش مؤتمر الرابطة الدولية للهجات العربية بايسكس ببريطانيا عام 2008م حين أقترحت د. سامية نعيم الباحثة بالمركز القومي للبحوث بفرنسا التعمق بهذه الدراسة. وقد تزامن ذلك مع الاهتمامات لكل من: البروفيسور جانيت واتسون (جامعة سالفورد، بريطانيا) في الأصوات الجانبية باليمن و عمان، و الدكتورة سامية نعيم في بعض الظواهر الصوتية في اليمن، بالإضافة إلى اهتمام الدكتور باري هيسلوود (جامعة ليدز، بريطانيا) في تطبيق التحليل الصوتي الإلكتروني على اللهجات العربية، مما أدى إلى تلاقي هذه الاهتمامات في فريق بحثي واحد يدرس "صور الضاد في جنوب غرب المملكة العربية السعودية".
و لإتمام دراسة كهذه، كان لابد من الدعم المادي، الأمر الذي تطلب توفر القناعة و بعد النظر في أهمية البحوث على اللهجات الحية و مدى تلك الأهمية في خدمة الفصحى. حيث كان لمركز الملك فيصل للبحوث و الدراسات الإسلامية بالرياض السبق في ذلك، و في هذا السياق، فإن فريق البحث يشيد بإتساع الأفق و بعد النظر لدى الإدارة العليا للمركز ويتقدم بخالص الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة المركز لموافقته الكريمة على الدعم و لسعادة الأمين العام الدكتور يحيى بن محمود بن جنيد و فريق العمل الإداري بالمركز الذي يقف مع المشروع بالدعم و المتابعة.
بدأت الدراسة بالتمحيص في عدة أسئلة وهي:
منهجية البحث:
- اولاً جمع البيانات الصوتية
تم جمع البيانات الصوتية ميدانياً ومعملياً
الجمع الميداني وكان على مرحلتين:
المرحلة الأولى، قام بالعمل الميداني وجمع البيانات الصوتية والمرئية كلا من:
السيد علي إبراهيم مغاوي لتغطية محافظة رجال ألمع.
السيد علي محمد آل بودادي لتغطية محافظة الربوعة والفرشة وما حولهما.
وقد تم شرح أهداف الدراسة لهما وتم تزويدهما بأدوات جمع البيانات. وتم تغطية عدة قرى وهي:
بدأ العمل بجمع البيانات في شهر محرم 1432هـ/ يناير 2011 وانتهى في شهر رجب 1432هـ/ يوليو 2011.
المرحلة الثانية من البحث الميداني وقام به الباحثات، د. منيرة علي الأزرقي و د.جانيت واتسون و د.سامية نعيم برحلة ميدانية لمكان الدراسة وجمع مزيد من البيانات الصوتية والمرئية والآلية وتم تغطية القرى التالية:
كانت هذه الرحلة مثمرة جداً حيث توصل فيها الباحثون للإجابة على العديد من استفساراتهم. قدمت أمارة منطقة عسير الكثير لتسهيل مهمة الفريق في المنطقة كما أن تعاون الأستاذ الكريم علي مغاوي مع الفريق ومشاركته إياهم في البحث والمتابعة كان رافداً قوياً للوصول الى ما يحتاجه الفريق بالإضافة الى أن تفهم وحسن استقبال الأهالي للفريق ساهم في تسهيل مهمة الفريق بشكل كبير. والفريق هنا يقدم لهم جميعاً جزيل الشكر والإمتنان على ذلك التعاون والتسهيل.
جمع البيانات معملياَ
تمت هذه المرحلة بمعامل الصوتيات بجامعة ليدز ببريطانيا حيث تم عمل الرسم الحنكي والحلقي للمستشارين الصوتيين وهما:
السيد/ علي ابراهيم مغاوي (محافظة رجال ألمع)
السيد/ محمد سعيد التليدي (محافظة الربوعه والفرشة وما حولهما)
أخذت العينة مروراً بعدة مراحل:
تم عمل قالبي صناعيين للأسنان للمستشارين اللغويين بكلية طب الاسنان بجامعة الملك خالد بأبها ثم تم إرسال هذين القالبين الى معملGrove Orthodontics ببريطانيا لعمل قالب بلاستيكي مجهز بالأسلاك الضرورية للاتصال بالحاسب الالي.
تم إرسال القوالب الى د. باري هيسلوود بمعمل الصوتيات بجامعة ليدز لاستخدامه مع المستشارين عند قدومهم.
تم سفر المستشارين اللغويين من منطقتي الربوعة ورجال ألمع الى جامعة ليدز ببريطانيا لعمل الرسم الحنكي والحلقي الإلكتروني في شهر شعبان/ يوليو الماضي.
قام المستشاران بنطق كلمات من قوائم معدة مسبقا وتم التسجيل ثلاث مرات لكل متحدث.
منطقة الدراسة و نماذج من العينة الصوتية
( أنقر على النقطة المضيئة لسماع الكلمات)
( أنقر على النقطة المضيئة لسماع الكلمات)
التحليل والنتائج
سيتم إدراج النتائج حال انهاء التحليل الصوتي.